محمد الجلداوي
أحيت الفنانة 7 حفلات على مسرح الأولمبيا بباريس، الذي سبق أن غنت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم، حيث كانت حفلات "وردة" بمثابة «أسبوع العمر» بالعاصمة الفرنسية والتي لم تكف خلاله الصحف والإذاعات عن الحديث عن الفنانة وردة.
وتلقت "وردة" في حفل الافتتاح 156 باقة من الورود، التقت حولها على خشبة المسرح فكانت كالوردة البيضاء بين زهور مختلفة الألوان، حيث خصصت وزراة الداخلية الفرنسية أربعة من رجال الشرطة لحراستها ومنع تزاحم الجمهور حولها عقب الانتهاء من كل حفلة.
واشتركت عدة شبكات للتليفزيون في تسجيل حفلاتها السبع وكانت وردة تقدم في كل حفلة أغاني مختلفة باستثناء أغنية «في يوم وليلة" التى كانت تختتم بها عادة الوصلة الثانية.
وعندما شارك المطرب الشعبي محمد العزبي في حفلتها الثالثة على هذا المسرح قدمته الفنانة وردة للجمهور بنفسها وقالت يكفى أن أقول لكم أن العزبي مطرب الشعب المصري.
وهنا وبحماس شديد طلب منها الجمهور أن تغنى نشيد "إحنا الشعب" تلحين عبد الوهاب وهو النشيد الذى قدمته أمام الرئيس السادات في حفل الاسماعيلية بمناسبة أعياد افتتاح القناة.
ونشرت الصحيفة الفرنسية "فرانس سوار" بعددها الصادر يوم 12 سبتمبر 1979 في صدر الصفحة الأولى تحت عنوان صوت القاهرة يكتسح الأولمبيا أن "وردة" استطاعت أن تكتسح عمالقة الغناء العالمي أمثال شارل أزنافورد وجورج مستناكي.
ونشرت الصحيفة أيضا وصف جمهور الحفلة حيث قالت إن الجمهور الذى حضر حفلة الافتتاح كان مختلف الجنسيات بين عربى وفرنسي وإيطالي وأمريكي وإنجليزي وأن العرب كانوا من مختلف البلدان والأقطار.
وقال مواطن عربي من الجزائر: "أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم ووردة هم الذين حافظوا على اللغة العربية في بلاد شمال أفريقيا وحبوبها للناس ولولاهم لانقرضت اللغة العربية.. فشكرا لمصر العظيمة".
ووصفت الصحيفة الفرقة الماسية فذكرت أنها كانت بمثابة مفاجأة للجمهور نظرا لوجود الآت كالاروج والأكرديون والجيتار مما يدل على مدى ما حققته من تطور وعلى أن الأغاني المصرية أصبحت تتماشى مع الايقاع الحديث الذى ينساب بسرعة من الأذن إلى القلب.
وختمت الصحيفة مقالها بأن وردة التي تسلمت الشعلة الأولمبية من المطربة العظيمة أم كلثوم ستكمل مشوارها الفني وتسد فراغا هائلا يصل إلى حد المعجزة.
اقرأ أيضا | ««تقاسيم عربية» بمركز طلعت حرب الثقافي»
